يتعرض قطاع الطاقة في قطاع غزة للعديد من التحديات والأزمات خلال السنوات الأخيرة. وبالأخذ بعين الاعتبار سوءالأوضاع السياسية ، فإن حالة عدم الاستقرار في إمدادت الطاقة بالإضافة إلى عدم توافر مصادر بديلة قد أدى إلى تزايد الفجوة بين كميات الطاقة المتوافرة وحجم الطلب. واستناد اً إلى تقارير رسمية؛ فقد بلغت نسبة العجز في الكميات الواردة لغاز الطهي – على سبيل المثال حوالي – 50 % من حجم الطلب اليومي . ومن الجدير بالذكر فإن هذه الأزمات قد أثرت بشكل كارثي على العديد من القطاعات الحيوية كالصحة و التصنيع والزراعة.

وقد امتدت آثار هذه الأزمة لتشمل جميع مناحي الحياة . ولهذا؛ فإنه من الضروري العمل على زيادة كميات الطاقة من خلال إيجاد بدائل طاقة أكثر استدامة واعتمادية. ومن هذا المنطلق، فإن هذا المشروع يهدف بالأساس لاستغلال الكميات الكبيرة للمخلفات العضوية لإنتاج غاز الميثان كمصدر بديل للطاقة بالإضافة إلى غاز ثاني أكسيد الكربون والأسمدة الحيوية. وبشيء من التفصيل، فإن طاقم المشرع سيعمل على تصميم وتطوير وحدة أبحاث نمطية لإجراء تجارب بحثية للوصول إلى النموذج الأمثل لعملية استخراج غاز الميثان وغاز ثاني أكسيد الكربون والأسمدة الحيوية بما يحقق الجدوى الأقتصادية والبيئية والاجتماعية. من خلال مراجعة الأدبيات ذات الصلة، فإن إنتاج غاز الميثان من المخلفات العضوية قد أثبت نجاعته تقني اً واقتصادي اً على الصعيدين العالمي والإقليمي. فعلى سبيل المثال؛ فقد نشرت مجلة الصحة والطفل الأمريكية في العام (2008) تقرير اً رسمي اً مفاده أن الولايات المتحدة أنتجت ما يقارب 100 بليون كيلو وات ساعة من الكهرباء اعتماد اً على المخلفات الحيوانية . وفي السياق ذاته، اعتمدت المملكة المتحدة جزئيا على غاز الميثان لإنتاج الكهرباء في بعض المدن البريطانية . وكدليل على جدوى الفكرة اقتصاديا؛ فقد قامت الهند بتصنيع حوالي مليوني وحدة إنتاج متخصصة لإنتاج غاز الميثان من المخلفات العضوية مما أدى إلى توفير كميات كبيرة من الكهرباء النظيفة لملايين المواطنين وخصوصا في المجتمعات الريفية والزراعية أما إقليميا، فقد شهدت العديد من الدول العربية كالأردن ودولة الإمارات العربية المتحدة تجارب مماثلة كدليل آخر على نجاح فكرة المشروع نظريا وعمليا على المستويات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية. ومما يشجع على المبادرة في تنفيذ الفكرة على المستوي المحلى توافر كميات كبيرة من المخلفات العضوية ذات الجودة العالية تركيبيا . أما بيئي اً، فإن استغلال مشروع المخلفات العضوية سيؤدي إلى تدني المساحات المستهلكة كمكبات للنفايات. وتشتمل أنشطة المشروع على عمليات تصميم متكاملة لإنشاء وحدة أبحاث نمطية تضم استقبال وتصميم ومعالج أولية، ثم الهاضم الحيوي وتليها قسم لمعالجة الغاز الحيوي وفصل وتنقية غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون وتعبئتهم وفقا للمعايير العالمية. بالإضافة إلى وحدة اعداد وتجهيز وتقييم السماد الحيوي.